وفرق المالكية بين الشابة والعجوز سداً للذريعة.
فكل واحدٍ من المتلاقيَين يدعو للآخَر بالسلامة من الشرور، وبالرحمة الجالبة لكل خير، وفي حديث آخَر: « أَفْشُوا السَّلاَمَ تَسْلَمُوا» حسن - رواه أحمد والبيهقي.
وقوله: فإن بها أناساً بضم الهمزة يعبدون الله تعالى فاعبد الله تعالى معهم أتى بالمظهر والمقام للضمير استلذاذاً فذكر المحبوب محبوب ولا ترجع إلى أرضك أي: التي كنت بها زمن العصيان فإنها أرض سوء بفتح المهملة، وفيه تنبيه على وجه استبدال تلك الأرض بأرضه، وفيه الانقطاع عن إخوان السوء ومقاطعتهم ما داموا على حالهم واستبدال صحبة أهل الخير والعلم والصلاح والعبادة والورع ومن يقتدى به وينتفع بصحبته لتتأكد بذلك توبته وتقوى أوبته، فإن كل قرين يقتدي بقرينه فانطلق تائباً من زلته مفارقاً لمحلته قاصداً لما أمر بالرحلة إليه واستمرّ كذلك حتى إذا نصف الطريق بتخفيف الصاد المهملة المفتوحة: أي بلغ نصفها أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى قال القرطبي: هذا نصّ صريح في أن الله تعالى أطلع ملائكة الرحمة على ما في قلبه من صحة قصده إلى التوبة وحرصه عليها.
.